إغلاق الفجوة الرقمية. كيف يمكن لـكوفيد-19 أن يشعل ثورة تعليمية هجينة في جميع أنحاء إفريقيا

4‏/3‏/2022

   إغلاق الفجوة الرقمية. كيف يمكن لـكوفيد-19 أن يشعل ثورة تعليمية هجينة في جميع أنحاء إفريقيا

إغلاق الفجوة الرقمية. كيف يمكن لـكوفيد-19 أن يشعل ثورة تعليمية هجينة في جميع أنحاء إفريقيا

لم يظهر تأثير كوفيد-19 مدى أهمية محو الأمية الرقمية فقط، بل أظهر أيضا التباين بين الدول الأفريقية حول التوافر والتعليم.

بينما يتعافى العالم من آثار كوفيد-19، يطالب المعلمون وقادة الأعمال بإجراءات تحويلية جديدة لضمان عدم ترك نظام التعليم في إفريقيا وراء الركب. إذ يعد التحسين من توافر الكهرباء وتدريب المعلمين في القارة أمرًا حيويًا من أجل النجاح في بيئة التعلم المتغيرة باستمرار.

و حين أصبح العمل من المنزل وضعا طبيعيا جديدا لموظفي المكاتب الرقمية الجديدة، كان على معظم الأفارقة التكيف مع الوضع أو التقليص من وظائفهم، وكانت النتائج متفاوتة.

تستمر رقمنة القارة على قدم وساق، حيث من المتوقع أن يتمكن 475 مليون شخص في أفريقيا جنوب الصحراء من الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف المحمول بحلول عام 2025. حيث أضحت مواقع الفيديوهات مثل YouTube من الموارد الأساسية أثناء الحجر الصحي، و بالأخص كل ما يتعلق والإرشادات و العناية بالذات و التواصل الاجتماعي..

إن المطالبة بتوفر الإنترنت كحق من حقوق الإنسان أو السعي لللمعان في YouTube كصانع محتوى أو مقاول متميز، كل هذا يبدأ من الفصل الدراسي. فمن الفصول الدراسية في غانا إلى المقاولات الصغيرة في تونس، تبين أن الحصول على أدوات تعليمية أفضل وأكثر ذكاءً ومصداقية هو قضية ثورية و تحويلية لسكان إفريقيا.

ف89٪ من المتعلمين في أفريقيا جنوب الصحراء ليس لديهم إمكانية الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر المنزلية.

و82٪ يفتقرون إلى الوصول إلى الإنترنت ويعيش 20 مليون شخص على الأقل في مناطق لا تغطيها شبكة الهاتف المحمول. لقد كشف الوباء فعلا عن أوجه عدم المساواة عبر إفريقيا وداخل البلدان المعنية.

تنشيط أفريقيا - الناس والبنية التحتية

كشف كوفيد-19 في إفريقيا عن مشكلة تعليمية ذات مستويين والتي تتطلب حلاً من مستويين كذلك.

إذ لا عجب أن التحول الديمقراطي الرقمي، بما في ذلك محو الأمية الرقمية، لا يتم نشره على نحو فعال كما ينبغي. فنادرا ما يتضمن تدريب المعلمين مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى جانب التوفر المحدود للكهرباء وتغطية الهاتف المحمول

حتى ولو تم تسليم كل طفل في القارة هاتفًا ذكيًا أو لوحة إلكترونية، فإن الوصول المحدود إلى الطاقة وإشارة الإنترنت سيظل يعوق التقدم الحقيقي المستهدف. فأقل من نصف سكان إفريقيا جنوب الصحراء (47.7٪) تم توصيلهم بشبكة الكهرباء في عام 2018. هنالك حاجة ماسة للاستثمار في إمدادات الكهرباء المستقرة في القارة، لا سيما في المشاريع الريادية التي ترتكز على توفير حلول طاقية قابلة للتطبيق بأسعار معقولة وطويلة المدى.

يلعب المعلمون دورًا حيويًا في بناء قادة الغد، ومع ذلك فهم من بين أقل العاملين أجرا في القطاع العام في أجزاء كبيرة من إفريقيا، وهو أمر محبط إلى حد كبير.

ويتم تشجيع الحكومات على زيادة التمويل لفحص قدرات المعلمين الحالية وإعادة تدريبهم عند الضرورة. ويطالب المعلمون بدورهم بأجور أفضل، لضمان حماسهم والحفاظ على شغفهم. يمكن أن يوفر هذا التحسين بيئات تعليمية أفضل لطلابهم، مما يساعد على إطلاق العنان لإمكاناتهم.

لا يتعلق الأمر بالرقمية فقط ...

حيث يعتبر البعض التركيز على عنصر التعليم الرقمي بمثابة إلهاء عن قضية أكبر تواجه أطفال إفريقيا ويحل الوصول إلى التعليم النظامي والمنظم في المقام الأول. تقل احتمالية حصول الفتيات والشابات على التعليم الذي يستحققنه. في سيراليون وليبيريا، 95٪ من الشابات اللائي أنهين دراستهن بعد الصف السادس لا يمكنهن قراءة جملة بسيطة.

تحاول بعض شركات التكنولوجيا العالمية تصحيح انعدام التوازن. حيث قدمت شركة Telco Orange ، مهارات محو الأمية الرقمية لأكثر من 40.000 امرأة عاطلة عن العمل عبر أسواقها في إفريقيا وأوروبا منذ عام 2015 ، بما في ذلك برنامج المراكز الرقمية ، الذي يستضيف مدارس البرمجة في كل من السنغال وتونس والكاميرون.

تعمل البلدان الأفريقية بالفعل على سد الفجوة؛ بحيث أطلقت حكومة غانا برنامجها "One Teacher One Laptop" ، لتزويد المعلمين الغانيين بمهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المطلوبة، وأكثر من 350.000 جهاز حاسوب محمول، لإعداد الجيل القادم للحدود الرقمية الجديدة.

من خلال إعطاء الأولوية للتكامل الاقتصادي الرقمي، قدمت العديد من الدول الأخرى أيضًا مقترحات طموحة لتحسين معدلات محو الأمية الرقمية للبالغين وكذلك الأطفال.

تونس. ثوار أفريقيا الرقميون الهادئون؟

تمر تونس بموجة من الرقمنة. يُنظر إلى الأمة على أنها واحدة من أكثر الدول إبداعًا في إفريقيا والعالم العربي بفضل سكانها الشباب المتعطشين للتكنولوجيا تعليمهم الجيد. فغالبًا ما يُنظر إلى الحكومة التونسية على أنها مصدر للمواهب في أوروبا، وتعمل بشكل متزايد على تعزيز الفرص محليًا من خلال التركيز على قانون الشركات الناشئة لتحفيز الابتكار وريادة الأعمال للناشئين على المستوى المحلي.

وبدأ التأثير أخيرًا يؤتي بثماره بحيث أصبحت مدارس البرمجة الجديدة أكثر شيوعًا من أي وقت مضى، حيث قامت بتدريب أكثر من 5000 مطور جديد في عام 2020. وتعمل شركات الذكاء الاصطناعي على تأمين استثمارات بملايين الدولارات، ويبدو أن العلاقات الأوروبية ستسرع تتبع و تطبيق الأفكار التونسية العظيمة خلال العقد المقبل.

على الرغم من آثار كوفيد-19، فإن الحكومات في جميع أنحاء القارة تعد باستثمار أفضل وأكثر مراعاةً ودعمًا للمستقبل المشرق لمواطنيها الشباب.

60٪ من سكان القارة تقل أعمارهم عن 25 عامًا، مما يجعل التعليم ومحو الأمية الرقمية عاملين أساسيين في توفير الأسس لزيادة التنمية المحلية والوطنية والقارية.

على إفريقيا أن تسعى خلف هذا النمو. من أجل يوم و غد أفضل.

موضوعات ذات صلة